إنَّ حفظَ أحاديثِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتطبيقَها أمرٌّ مهمٌّ جدّاً لنا المسلمين، وأنَّ لها فضلاً عظيماً في حياتنا، والأدلّةُ على هذا كثيرة، ولله الحمد.
فنحن نتعلَّم كلامَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنَّ الأحاديثَ سوف تعينُنا على الطَّاعةِ، وسوف تحبِّبُنا وتقرِّبُنا من الله عزَّ وجلَّ ومن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمّا بالنِّسبةِ للأدعيةِ فقد قال تعالى في سورةِ غافر:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾
غافر: ٦٠
وقال تعالى في سورة البقرة:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ البقرة: ١٨٦
إنَّ الدُّعاءَ بابٌ من أبواب الفرج، وطريقٌ من طرق السَّعادة، ففيه نتقرَّبُ إلى الله عزَّ وجلَّ ونُناجيه ونستغيثُه ونلجأُ إليه.
وعلينا كأهلٍ أن نعلِّمَ أطفالَنا أنَّ الدُّعاءَ لله عزَّ وجلَّ أمرٌ مهمٌّ في حياتنا؛ فإنَّ اللهَ هو الَّذي نعبدُه ونحبُّه ونطيعُه ونخشاه، وعلينا أن نلجأ إليه في كلِّ أمرٍ من أمورِ حياتنا.
في هذا النَّشاط اخترتُ لكم بعضَ الأحاديثِ والأدعيةِ السَّهلة والجميلة من أجل أن يتعلَّمها الأطفال.
الهدفُ هو تحفيظُ الأطفالِ هذه الأدعيةَ والأحاديث.
لقد قمتُ بصُنعِ لوحةٍ على شكلِ سجّادةِ صلاةٍ من كرتون أبيض عادي، ثمَّ ألصقت عليها ثلاثين ملقطاً من ملاقطِ الغسيل، ثمَّ طبعتُ بعضَ الأحاديثِ والأدعيةِ على ورقٍ ملوَّنٍ صغيرٍ أيضاً على شكلِ سجّادةِ صلاة، وعلَّقتُها على السَّجّادةِ بواسطةِ ملاقطِ الغسيل.
نختارَ حديثاً أو دعاءً ونحفظَه يومياً أو أسبوعياً.
وقد اخترتُ لكم أحاديثَ سهلةً في هذا النَّشاط مثلَ قولِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ، فلْيَقُلْ خيراً أو لِيَصْمتْ)).
حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 6018) ومسلم (رقم: 74) عن أبي هريرة.
فمن هذا الحديثِ نعلِّمُ الطِّفلَ بأنَّ ينتبهَ إلى حديثِه، إلى صدقِه، نعلِّمه التَّفكيرَ بكلَّماته قبل أن ينطقَ بها:
هل هي مفيدة؟ هل لها داعٍ؟ هل ستكون سبباً في إدخالِه الجنَّة؟ وهكذا….
أخواتي! من الممكنِ أن تنظروا إلى المهمّة فتعتقدوا أنَّها مهمّةٌ صعبة، ولكن كونوا على ثقةٍ أنَّكم إذا أخلصتم النِّيّةَ، وعزمتم على تطبيق هذا الأمر؛ فإنَّ الله تعالى سوف يُيسِّرُه لكم، وأنَّ الله سيهوِّنُ عليكم صعوبةَ المهمّة.
ولتسهيلِ تطبيقِ النَّشاطِ قمتُ بإرفاقِ صورٍ للطِّباعة…
وهي موجوده على موقعنا pdf.
هنالك ثماني صورٍ للطِّباعة، في كلِّ صورة منها أربعةُ أحاديثَ أو أدعية، ومن الممكن طباعتها على ورق ملوَّن، أو طباعتها على ورق أبيض، ثمّ تلوينُها مع أطفالكم.
بعدَ الطِّباعةِ عليكم قصُّ كلِّ سجّادةِ صلاةٍ وحدَها، ثمَّ تعليقُها على اللَّوحة.
نبدأ تعليمَ الأطفالِ الأدعيةَ ابتداءً من عمر ثلاثِ سنوات، وأذكرُ شيئاً حدثَ معي عندما كنتُ أعلمُ ابني يحيى دعاء النَّوم، وهو ((بِاسمِكَ اللَّهمَّ أموتُ وأحيا))، فكان يحيى يعتقدُ بأنَّه يجبُ علينا أن نقول: باسمِكَ اللَّهمَّ أموتُ ويحيى …. أي: اسمه!. فكان قبل النَّوم يقول:
باسمِكَ اللَّهمَّ أموت ويحيى…
باسمِكَ اللَّهمَّ أموت وماما…
باسمِكَ اللَّهمَّ أموت وبابا….
ويذكرُ كلَّ أحبابِه!
أختي كوني أنتِ القُدوةَ الحسنةَ، وردِّدي الأدعيةَ بصوت عالٍ أمامَ أطفالِك حتَّى يعتادوا على الأمر.
سبقَ وقلتُ: إنَّنا -كمسلمينَ- لم تبقَ لدينا ورقةٌ رابحةٌ في أيدينا إلا أطفالَنا، فإذا نحنُ كأهلِ أحسنّا تربيتَهم، فإنَّهم سيكونونَ سبباً في دخولِنا الجنَّة، وهم مَن سيرفعُ رايةَ الإسلامِ مرّة أخرى.
فلنبدأْ بأبسطِ الأمور ألا وهو تعليمُ الأطفالِ ذكرَ اسمَ الله والدعاء له كلَّ يوم.
بالتوفيق
حملة نباتاً حسناً