سجادة الصلاة…كيفَ أحبِّبُ طفلي بالصَّلاة؟
أختي!
قبلَ أن أخبرَك عن سجّادةِ الصَّلاة…
أودُّ منكِ زرعَ حبِّ الصَّلاةِ في قلبِ طفلِك…
أودُّ منكِ زرعَ حبِّ اللهِ عزَّ وجلَّ في قلبِه…
أودُّ منكِ زرعَ حبِّ الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في قلبِه…
لأنَّ الطِّفلَ إذا أحبَّ الصَّلاةَ حافظَ على تأديتِها دونَ أيِّ تذكيرٍ أو تنبيه.
أفضلُ طريقةٍ لتحبيبِ طفلِك بالله هيَ أن تُشعريه بأهمِّيّةِ الصَّلاةِ، وبأنَّها فرضٌ من فروضِ الله عزَّ وجلَّ، وبأنَّ في الصَّلاةِ لذّةً وراحةً لكلِّ مسلم؛ فمَن عرفَ الله عَظُمُ اللهُ في قلبِه، وكلَّما امتلأَ القلبُ محبّةً لله امتلأ تعظيماً له، فإذا ما أشرقَ هذا التَّعظيمُ في القلبِ، انعكسَت أنوارُه في حياةِ الإنسانِ، فأصبحَ قلبُه يُعظِّمُ كلَّ شيءٍ يحبُّه الله.
أختي!
أخبري طفلَك أنَّ الصَّلاةَ فرضٌ على المسلمين، وأنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ للذُّنوب، وأنَّها تُذهِبُ السَّيِّئاتِ، وأنَّها بابٌ من أبوابِ الجنّةِ.
أختي! تأمَّلي هذا الحديثَ ما أعظمَه!
قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: “إنَّ العبدَ إذا قامَ يُصلِّي أُتِيَ بذنوبِهِ كلِّها، فوُضِعَتْ على رأسِهِ وعاتِقَيْهِ، فكلَّما ركعَ أو سجدَ تساقَطَتْ عنه”
حديث صحيح، رواه أبو نعيم في الحلية (6 / 99 – 100) عن ابن عمر، وصحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم: ١٣٩٨).
إذا زرعْتِ حبَّ اللهِ في قلبِ الطِّفلِ فإنَّ الطِّفلَ سيُحبُّ أن يؤدِّيَ فرائضَ الله، ولا سيَّما الصَّلاةَ.
قبل أن أبدأ بالصَّلاةِ سأبدأُ بالأذانِ؛ فمعظمُ النَّاس يظنُّونَ أنَّ بدايةَ الصَّلاةِ تكونُ مع تكبيرةِ الإحرام، وليس الأمرُ كذلكَ أختي، فقد شرعَ اللهُ لنا ما يجعلنا مستعدِّين لأداءِ الصَّلاة، فالصَّلاةُ تبدأُ بالأذانِ؛ والأذانُ فيه أسرارٌ بديعةٌ قلَّ مَن ينتبهُ لها.
وإذا ربطْتِ حبَّ الصَّلاةِ بحبِّ الأذانِ، فإنَّ خشوعَ طفلِك سيزدادُ؛ فالأذانُ يطردُ الشَّيطانَ، فعن أبي هريرةَ قالَ رسول الله صَّلى الله عليه وسلَّم “إذا نُودِيَ للصَّلاةِ أدبرَ الشَّيطانُ وله ضُراطٌ حتَّى لا يسمعَ التَّأذينَ”
حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 608) عن أبي هريرة.
ولابدَّ من الإشارةِ هنا لأمرٍ هامٍّ:
علِّمي الطِّفلَ أنَّ أكبرَ عدوٍّ له هو الشَّيطانُ، وأنَّه يمكنُ للطِّفلِ أن يغيظَ الشَّيطانَ ويزيدَ من غضبِه إذا صلَّى، وأنَّه يستطيعُ أن ينتقمَ من هذا العدوِّ اللَّدودِ عن طريقِ الأذانِ و الصَّلاةِ.
لابدَّ أن نُعلِّمَ الطِّفلَ أنَّه إذا ردَّدَ معَ المؤذِّنِ، ودعا بعدَ الأذانِ، فإنَّ دعاءَهُ مستجابٌ.
وهذا الكلامُ فيه شهادةٌ من خيرِ الأنام…
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا سَمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الـمُؤَذِّنُ”
حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 611) ومسلم (رقم: 383) عن أبي سعيد الخدري.
وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا قالَ المؤذِّنُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، فقالَ أحدُكُم: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ .
ثمَّ قالَ: أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، قالَ: أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ.
ثمَّ قالَ: أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ، قالَ: أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ.
ثمَّ قالَ: حيَّ على الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ .
ثمَّ قالَ: حيَّ على الفلاحَ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ.
ثمَّ قالَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، قالَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ .
ثمَّ قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ، قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ ؛ مِن قلبِه – دخلَ الجنّةَ”
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 385) عن عمرَ بن الخطَّاب.
وقال رسول الله صَّلى الله عليه وسلَّم: “مَن قالَ حينَ يسمعُ النِّداءَ: اللَّهمَّ ربَّ هذهِ الدَّعوةِ التَّامّةِ والصَّلاةِ القائمةِ! آتِ محمَّداً الوَسِيلةَ والفَضِيلةَ، وابعثْه مَقاماً مَحمُوداً الَّذي وعدتَهُ، حلَّتْ له شَفاعتي يومَ القِيامةِ”
حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 614) عن جابر بن عبد الله.
ما شاءَ الله! ندخلُ الجنَّةَ ونفوزُ بالشَّفاعةِ بالتَّرديدِ خلفَ المؤذِّنِ و دعاءٍ سهلٍ يسير؟!
يا حبيبي يا اللهُ ما أعظمَك!
يا حبيبي يا اللهُ ما أكرمَك!
أختي! إذا رنَّ الهاتفُ، فكانَ أحدُ رفاقِ طفلِك، ثمَّ أخبرَه أنَّه قادمٌ لزيارتِه، فإنَّ ذلك سيَسرُّ طفلَك، فينطلقُ ليتحضَّرَ ويجهِّزَ نفسَه للقاء صديقه …
تستطيعين من خلال هذه الطريقةِ تعليمَ طفلك أنَّ الأذانَ نداءٌ لتذكيرِه بأنَّ الوقتَ قد حانَ للقاءِ الله عزَّ وجلَّ في الصَّلاة.
قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: “مَنْ أحَبَّ لِقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللهِ كرهَ اللهُ لقاءَهُ”
حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 6507 و 6508) عن اثنين من أصحاب النبيِّ، عُبادة بن الصامت وأبي موسى الأشعري.
إذا كانَ لديك ولدُ فأنصحُك أن تدرِّبيه على إلقاءِ الأذان، قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: “المؤذِّنونَ أطولُ النَّاسِ أعْناقاً يومَ القيامةِ”
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 387) عن معاوية بن أبي سفيان.
تجدونَ في محطَّتنا على اليوتيوب ڤيديو ليحيى وهو يلقي الأذان بالجامع، وللبحث عنه يمكن كتابة: “يحيى شريم أذان الجامع”.
انتهينا منَ الأذان، وانتهينا منَ الوضوء، والآنَ حانَ وقتُ الصَّلاة، ولكنِّي سأخبرُك “بعض” معاني الصَّلاةِ؛ كي تتمكَّني من شرحِها لطفلك، وتجعلي حبَّ الصَّلاةِ ينمو في قلبِه أكثرَ إن شاء الله.
قبل أن يبدأ طفلُك بالصَّلاة اسأليه:
مَن ستقابلُ الآن ؟
مَن ستُكلِّمُ بعد قليل ؟
مَن الَّذي سينظُرُ إليكَ ولا يلتفتُ عنك ما دُمتَ في الصَّلاة ؟
مَن الَّذي مَن سينصبُ وجهَه لك في صلاتك ؟
هذه المشاعرُ إذا استحضرها طفلك سيزدادُ يقينُه وإيمانُه بالله، وسيشعرُ بقربِه منه سبحانه وتعالى، قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: “… إنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجهَهُ لوجْهِ عبدِهِ في صَلاتِهِ مالم يَلْتَفِت
حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (رقم: 17170) والترمذي (رقم: 2863) عن الحارث الأشعري.
إذا زرعت بقلب طفلك أنَّ صلاتَه لقاءٌ مع الله، فستكون لديه رغبة بهذا اللقاء، فكلَّما سمع الأذان بدأ بتجهيز نفسِه للقاء الله.
والآن نقف على بعض هذه المعاني
*تكبيرة الإحرام
إذا رفع الطِّفلُ يديه وكبَّر علمَ أنَّ لقاءَه مع الله قد بدأ، وعلم أنَّ الله أعظم وأكبر وأولى من أيِّ شيء في الدنيا.
من الممكن أن نقولَ أحياناً: “اللهُ أكبرُ” مئةَ مرّة، فلا تعني لنا شيئاً؛ لأنَّها كانت كلماتٍ نطقَها اللِّسانُ دون أيِّ مشاعر، ولكن من الممكن أيضاً أن نقولَ: “اللهُ أكبرُ” مرّةً واحدة، فنخشعَ من عظمتها؛ لأننا نؤمنُ أنَّ اللهَ أكبر، اللهُ أكبرُ من كلِّ ما يخطرُ على البال!
ولذلك نحن نكبِّرُ عند كلِّ حركة في الصَّلاة لنتذكَّر أنَّ اللهَ أكبر.
نحن نرفع اليدين عند التكبير…
ولكن ما معنى ذلك؟
ماذا تعني حركة رفع اليدين في التكبير؟
هذه الحركةُ تعني الاستسلامَ لله؛ تعني أنَّ هذا المصلِّي يرمي الدنيا وما فيها وراءَ ظهره إقبالاً على الله واستسلاماً له عزَّ وجلَّ.
*سورة الفاتحة:
قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: قال الله تعالى في الحديثِ القُدسي: ((قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ؛ فإذا قالَ العبدُ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، قالَ اللهُ تعالى: حَمِدَنِي عبدي.
وإذا قالَ: الرَّحمنِ الرَّحيم، قالَ اللهُ تعالى: أثْنَى عليَّ عبدي.
وإذا قالَ: مالكِ يومِ الدِّين، قالَ اللهُ تعالى: مَجَّدَنِي عبدي، وقالَ مرّةً: فوَّضَ إليَّ عبدي.
فإذا قالَ العبدُ: إيّاكَ نعبدُ وإيّاكَ نستعينُ، قالَ اللهُ تعالى: هذا بيني وبينَ عبدي، ولعبدي ما سألَ.
فإذا قالَ العبدُ: اهدِنا الصِّراطَ المستقيمَ، صراطِ الّذينَ أنعمْتَ عليهم، غيرِ المغضوبِ عليهم، ولا الضّالِّين، قالَ اللهُ تعالى: هذا لعبدي، ولعبدي ما سألَ)).
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 395) عن أبي هريرة.
يا اللهُ ما أجملَه من حديثٍ! و ما أروعَه من خطابٍ بينَ العبدِ وخالقِه!
*الرُّكوع:
وفيه نقول: “سُبحانَ ربِّيَ العظيم”، فما معنى التَّسبيحِ ؟
التسبيحُ هو تنزيهُ الله تعالى عن كلِّ نقصٍ؛ ورفعُ شأنِه سبحانه عما لا يليقُ به.
نقول: سبحان ربي العظيم…. أتعلمين لماذا نقول: سبحان ربي العظيم؟ ولا نقول: سبحان الرب العظيم؟!
نقول: “ربي”؛ أي: ربي أنا؛ لأنَّ كلمة “ربي” تذكِّرُ بالصلةِ الخاصّة والوثيقةِ مع الله، ففيها مزيدٌ من المشاعر، وسيشعرُ الطِّفلُ عند قولها بالقربِ من الله.
*الرَّفعُ من الركوع:
هنا لا نكبِّرُ، ولكنَّنا نقولُ: “سمعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ”! لماذا؟
لأنَّ الرفعَ منَ الركوع مقدِّمةٌ للسُّجود، والسجودُ موضعٌ للدُّعاء؛ فإنَّ العبدَ أقربُ ما يكون من ربِّه وهو ساجدٌ، فنقول: سمع الله لمن حمده؛ أي: استجابَ الله للذي يحمدُه، وكأنَّه يُقال له: ما دمتَ قد حمدتَ اللهَ في صلاتِك هذه، فاطلبْ منه وتَمَنَّ ….
وقد أمر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالإكثارِ من الدُّعاء في السُّجودِ، فقالَ صَّلى الله عليه وسلَّم: “أقْرَبُ ما يَكُونُ العبدُ مِن ربِّهِ وهوَ ساجِدٌ، فأكثِرُوا الدُّعاءَ”
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 482) عن أبي هريرة.
*السُّجود:
إنَّه ركنٌ عظيمٌ في الصَّلاة.
لكنْ؛ لماذا نقول: سُبحانَ ربِّيَ الأعلى؟
نحن عندما نسجدُ نضعُ أشرفَ شيءٍ فينا – وهو الوجهُ – على الأرض، وفي هذه الحالِ عندما يكونُ العبدُ أذلَّ ما يكونُ لربِّه، يقولُ: سُبحانَ ربِّيَ الأعلى؛ أي: هو الأعلى فوقَ السَّماوات، ونحن في أخفضِ نقطةٍ يمكنُ أن نكونَ بها على الأرضِ، و كلَّما سجدَ العبدُ وتذلَّلَ لله، كلَّما ارتفعَت مكانتُه عندَ الله، فإذا عرف الطِّفلُ ذلكَ، أحبَّ السُّجودَ بين يدي الله.
قالَ رسولُ اللهِ صَّلى الله عليه وسلَّم: “أكْثِرْ منَ السُّجُودِ؛ فإنَّه ليسَ مِن مُسلِمٍ يَسجُدُ للهِ تعالى سَجْدَةً إلا رَفَعَهُ اللهُ بها دَرَجَةً في الجنّةِ، وحَطَّ عنه بها خَطِيئَةً”
حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (رقم: 15528 و 21453) عن أبي فاطمة وأبي ذرٍّ، وصحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم: 1519).
*التَّحِيَّاتُ والصَّلاةُ الإبراهيميّة:
قال الشيخُ ابنُ عُثيمين: التَّحيّاتُ جمع تحيّة، وهيَ التَّعظيم، فلا يستحقُّ التَّحيّاتِ على الإطلاقِ إلا الله عزَّ وجلَّ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وإذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأحْسَنَ مِنْهَا أوْ رُدُّوها﴾ النساء ٨٦
والطَّيِّباتُ لها معنيان؛ يتعلَّقُ الأوَّلُ بالطَّيِّبِات من أفعالِ العباد، والثاني يتعلَّقُ بالله سبحانه وتعالى، كما قالَ الرَّسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: “إنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلّا طَيِّباً”
حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 1015) عن أبي هريرة.
وحينما نقول: “السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه” نعلمُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يردُّ علينا السَّلامَ، وقد أخبرنا بذلك في حديثِه، فقالَ صلى الله عليه وسلَّم: “ما مِنْ أحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلّا رَدَّ اللهُ عَلَيُّ رُوحِي حَتَّى أرُدَّ عليه السَّلامَ”
حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (رقم: 10815) وأبو داود (رقم: 2041) عن أبي هريرة، وصحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم: 2266).
وبعدها نسلِّمُ على أنفسنا، وعلى كلِّ عبدٍ صالحٍ في السّماء والأرض.
وعندما نصلُ إلى قراءةِ التَّشهُّدِ في كلِّ صلاةٍ نكثرُ منَ الصَّلاةِ على الحبيبِ المصطفى صَّلى الله عليه وسلَّم، فنقولُ الصَّلاةَ الإبراهيميّة.
*التَّسليمُ:
السَّلامُ فرضٌ في الصَّلاة، وهو إعلانٌ أنَّ الصَّلاةَ قد انتهَت؛ لقوله صَّلى الله عليه وسلَّم: “وتَحْلِيلُها التَّسْلِيمُ”
حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (رقم: 1006) وأبو داود (رقم: 61) والترمذي (رقم: 3) عن عليّ، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير (رقم: 5885).
هذا شرحٌ لبعضِ معاني الصَّلاةِ أتمنَّى أختي أن يعودَ عليكِ بفائدة.
أختي! خصِّصي ملابسَ لطفلِك، واجعليها خاصّةً بالصّلاة، واحرصي على سترِ العورة.
النشاط:- سجّادةُ الصَّلاة
نخصِّصُ سجّادةَ صلاةٍ لكلِّ طفلٍ، ولقد قمتُ برسمِ جدولِ متابعةِ الصَّلاةِ على السَّجّادةِ من الخلف، واستخدمتُ نوعاً من الدِّهان خاصّاً بالأقمشة؛ لا يتأثَّرُ بالغسيل، هناك صورةٌ لهذا الرَّسمِ في ألبوم أدوات الفنِّ الرئيسيّة على الصَّفحة.
ولتسهيلِ العمليّة عليكِ أرفقْتُ هذه النَّشرة بالجدول الذي يمكنك طبعُه وإلصاقُه على السّجّادة، ويمكنك تغييرُه عند نهاية الوقت المحدَّد.
جدولُ لبانه أسبوعيٌّ، فكلَّما أدَّت إحدى الصَّلوات وضعَت طبعةً في الخانة المحدَّدة للصَّلاة، أمّا يحيى فجدولُه شهريٌّ، وسأتركُ الخيارَ لك في استخدامِ أيِّ جدول مع طفلك.
ينبغي أن ننتبهَ؛ فالجداولُ هي لتشجيعِ الأطفال وتذكيرِهم بالصَّلوات، وعلينا أن نعلِّمَ الأطفالَ أنَّ الأجرَ على الصَّلاةِ إنَّما هو منَ الله عزَّ وجلَّ، والجدولُ إنَّما هو للتَّذكيرِ والمتابعة.
أمّا بالنِّسبةِ للوحةِ أوقاتِ الصَّلاة، فيمكنُك صنعُ خمسِ ساعات من صحون ورقيّة، وإلصاقُها على لوحة، وتحديد أوقات الصَّلوات الخمسة عليها، وهذا لتذكير الطِّفل بأوقات الصَّلاة، وهي أيضاً طريقة جميلة لتعليم الطِّفل كيفيّةَ استخدام السّاعة.
وأنا أنصحُ كلَّ معلِّمة باستخدام لوحة أوقات الصَّلاة؛ لتعليم الطلاب في الصَّفِّ كيفيّةَ استخدام السّاعة؛ فهي بهذه الطَّريقة تضاعفُ حسناتِها إن شاء الله.
في الختام: أرجو لكلِّ أمٍّ أن تنجحَ في زرعِ حبِّ الصَّلاة في قلبِ طفلها، وآملَ أن تعودَ هذه النَّشرة بالفائدة.
بالتوفيق
هذا النشاط جزء من حملة نباتاً حسناً