غداً….
غداً سأتغير…..

غداً سأبدأ بتنفيذ الخطة الجديدة لتغير حياتي…..
من منا فكر بهذه الكلمات ولم ينفذها؟؟
من منا قرر تغيير حياته للأفضل ولم ينفذ؟؟
من منا قررت استخدام أسلوب جديد لتربية أطفاله وما زال لم يتغير؟؟
حالات كثيرة جداً يكون فيها الحق واضحا، ونكون مقتنعين بأن هذا هو الحق، لكن لا نملك همة تحملنا على سلوك هذا الطريق؟؟!
أين همتنا؟؟
أين عزيمتنا؟؟
أين إرادتنا؟؟
إذا لم نملك همة عالية لتحقيق ما نحن مقتنعون به، فالأمر ليس بيسير.
نحن بحاجة للهمة في جميع شؤون حياتنا
التربية
الدراسة
الطعام والشراب
الحياة اليومية
العبادة
إن الدنيا بنيت على الكدح
قال تعالى:
((يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ))
[ سورة الانشقاق ]
إن الله عز وجل لا ينظر إلى أشكالنا، ولا إلى صورنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.
إن علوّ الهمة من الإيمان.
إن علت همتنا قويت إرادتنا.

فما هي الهمة؟

الهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بالعلو أو بالهبوط، فقد يتفوق شخص بهمته العالية، وقد يتفوق شخص آخر بكسله وهبوط همته!

إن الهمة محلها القلب…، والقلب لا سلطان عليه غير صاحبه! فلا أحد يستطيع التحكم بقلبك وهمتك إلا أنت!…. فنحن المخلوقون الأولون المسؤولون عن أعمالنا… عن همتنا…. عن عزيمتنا!
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي افعل ما شئت ولكن حضر جواب لله عز وجل لكل ما تفعل!

علينا بصفتنا بشرا أن نختار هدفاً كبيراً لتحقيقه في حياتنا كي نكون سعداء، إن هذا الهدف الكبير سيعطينا همة عالية، نحن بحاجة إلى إرادة، والإرادة تحتاج إلى همة، وما لم تملك هذه الهمة فلن تصل إلى شيء.

ما هي وسائل امتلاك هذه الهمة العالية التي تترجم إلى إرادة قوية؟

قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي راغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له”
أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك
اذاً ما الذي يهمك؟
ما الذي يقلقك؟
ما الذي نرجوه من هذه الدنيا؟
ما الذي يرضينا؟
وما الذي يغضبنا؟
نحن نعيش لمن؟
نحن مخلوقون مكرمون من الله عز وجل فاذا أيقنا أننا لله عز وجل و أن حياتنا و أفعالنا و تصرفاتنا كلها لله عز وجل حينها فقط سنسعد، عندما نقلق بأن تصرفاتنا ليست كما ينبغي أن تكون مع الله فهذه نعمة كبيرة!
إن الله عز وجل ملك الملوك، والوصول له متاح لكل إنسان!
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
“الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق”
ألف طريق موصل إلى الله من الأعمال الصالحة، والعمل الصالح يرفع رتبتك عند الله عز وجل.
قال تعالى:
((مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً))
سورة الكهف

أسباب الارتقاء بالهمة.

١. إرادة الآخرة
قال تعالى عز وجل:
((وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا))

٢. العلم والبصيرة
سبحان الله كلما تعلم الإنسان وأنار بصيرته بالعلم كلما تقرب إلى الله عز وجل فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا عبثاً.

٣. كثرة ذكر الموت
عندما نتذكر الموت نتذكر بأن هذه الدنيا وكل ما فيها فانية وأن الآخرة هي الحياة الباقية

٤. الدعاء
إن الدعاء جنة القلب و غذاء الروح
الدعاء قوة المؤمن وسلاحه
الدعاء طريق من قلب المؤمن يصعد للسماوات السبع و يصل لله تعالى
الدعاء فيه سعادة وراحة للمسلم

٥. صحبة أولي الهمة العالية
قال صلى الله عليه وسلم وآله وسلم:
“إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر”
فلنحرص على مصاحبة مفاتيح الخير

٦. نصيحة المخلصين
قال صلى الله عليه وسلم:
” إن الدين النصيحة……. لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”

٧. مجاهدة النفس عن الكسل
قال تعالى عز وجل:
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))

أسباب هبوط الهمة:-
١. حب الدنيا
٢. الوهن
٣. الفتور
٤. إهدار الوقت الثمين
٥. العجز والكسل
٦. الغفلة
٧. الجهل
٨. التسويف والتمني
٩. صحبة ضعاف الهمة من طلاب الدنيا
١٠. عدم طلب العلم

من أراد الجنة وهي سلعةَ الله الغالية مضى يكدح في السعي لها
قال الله تعالى:
((ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا))

أخواتي: إن أطفالنا أمانة لدينا وإذا ربينا أطفالنا على مخافة الله عز وجل وعلى طاعة الله عز وجل و على حب الله عز وجل فسنرتقي في الدنيا والآخرة، فإن الإنسان لا يولد عالماً، وإنما يتربى عليها.
فيمكن أن نصل إلى أعلى مرتبة في الجنة بتربية أبنائنا لأن هؤلاء الأطفال هم رجال الغد، أبطال الغد،
فلنتوكل على الله عز وجل ولنخلص في أعمالنا ولننوي بداية حياة جديدة عالية الهمة ولنتقرب إلى الله عز وجل
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“من تقرب إلى الله عز وجل شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أقبل إلى الله عز وجل ماشياً أقبل الله عز وجل إليه مهرولاً”
أخرجه الطبراني والإمام أحمد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

فإنه بمجرد أن نعقد النية على الصلح مع الله، سنشعر براحة نفسية كبيرة عجيبة، سنشعر بأن هموماً كالجبال أزيلت عنا.
فلنعقد نية مخلصة لله عز وجل ولنشد الهمة لتربية أبطال الغد….