يتصف الطفل المسلم بصفات فريدة، وأخلاق طيبة، تجعله متميزا بين الآخرين في اعتقاده وعبادته، وسلوكه وسمته، فهو يؤمن بالله تعالى، ويقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا ونهيا، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}

الاحزاب اية ٢١

وعندما نقوم بتعليم الاطفال رسالة الإسلام العظيمة، فثمة صفات لازمة لا بد من توفرها في الطفل المسلم لتحقيق الغاية المرجوة، ويمكن استغلال هذا النشاط لتعليم الاطفال هذه الصفات والقيم الحميدة لتعليمهم عن السيرة النبوية وعن عدة صحابة اشتهروا بهذه الصفات.

واليكم اهم الصفات والقيم التي يجب علينا تعليمها لاطفالنا.

🌸 الصدق

الصدق هو الأساس الذي تُبنى عليه الحسنات، والكذب هو الأساس الذي تترتّب عليه السيئات، فبالصدق تسير حياة الناس محفوظةً حقوقهم، وتبرم مواثيقهم وعهودهم .

قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}

النساء ١٢٢ .

الصدق صفة الأنبياء، ومن ذلك ما مدح الله به سيّدنا إبراهيم قائلاً: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}

مريم ٤١ .

فإذا عودنا الطفل على الصدق منذ الصغر ، فسيجد خيرا كثير في حياته و سيثق الناس بالتعامل معه. ولا ننسى ان لقب حبيبنا عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين فلا ننسى ذكر المواقف والقصص التي عن طريقها اكتسب عليه الصلاة والسلام هذه الالقاب لان القصص طريقة رائعة في تعليم الاطفال.

🌸 الأمانة

قد أمر الله تعالى بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في نصوص كثيرة منها :

‌قال تعالى {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}

النساء آية ٥٨

علينا تذكر أن الشخص الأمين هو إنسان لا يتعدى على حقوق غيره ليس خشية قانون ولكن مخافة الله سبحانه وتعالى، فالأمانة هي كل حق للغير يتوجب عليك أداؤه .

قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}

المؤمنون ٨

ولا ننسى ان مشركي قريش كانوا يستأمنون الرسول عليه الصلاة والسلام على اموالهم رغم عدم ايمانهم به.

🌸 الحياء

إن الحياء خلق يبعث على فعل كل خير وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: “إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء”

رواه ابن ماجه، الرقم ٣٣٩٠ فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم .

وممكن تعليم الطفل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه لنتعلم كيف ان الملائكة استحت منه.

عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ”

رواه الطبراني ٨٦٠١

🌸 الكرم

علينا تعليم الاطفال حب الكرم وبُغض الشُّحِّ، فمن أبغض الشُّحَّ علم ألا خلاص له منه إلا بالجود والإيثار.

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ دبر كل صلاة: “اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن…”

رواه النسائي، رقم ٥٤٤٧،

ومن المهم عدم تعليم الاطفال الكرم قبل عمر ٧ سنوات لان الانانية مهمة للطفل قبل هذا العمر.

وممكن الرجوع لقصص حاتم الطائي لتعليم الاطفال عن كرمه.

🌸 العدل

العدل يعني التساوي وعدم التمييز وهو من الصفات المهم تعليهما للاطفال في عصرنا هذا فالعديد من الناس ابتعدوا عن العدل واصبح الظلم بالوانه المختلفة شيء طبيعي بين الناس، لذلك مهم ان ننشيء جيل عادل يدافع عن الحق ويسحق الباطل. ومن أهم سِماتِ العَدلِ أنَّهُ يَرفعُ صاحِبَهُ عندَ الله ويَمنَحهُ منزلةً عظيمةً وشرفاً ربَّانياً قَرَنَهُ الله بذاتِهِ، وفي الحديثِ الشَّريف: “إنَّ المُقسِطينَ عند اللِه على منابرَ من نورٍ عن يمينِ الرَّحمنِ عَزَّ وجَلَّ، وكِلتَا يديهِ يمينٌ، الذين يَعدِلونَ في حُكمهِم وأهليهِم وما وُلّوا”

رواه مسلم، رقم ١٨٢٧

وممكن ايضاً ان نعلم الاطفال عن طريق سرد قصص عدة تدل على عدل عمر الفاروق رضي الله عنه.

🌸 الستر

والستر له صور متعدده في الاسلام

النوع الاول ستر المسلم نفسه فلا يشهر معاصيه وخطاياه امام الخلق.

والنوع الثاني ستر المسلم للاخرين، فكما يستر المسلم نفسه فعليه ستر الاخرين اذا رأى منهم عيباً او خطأ.

الله عز وجل يحب السترَ، ويأمر بستر العورات، وهذا من كمال وعظيم رحمته وفضله، فإنه سبحانه وتعالى يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من معاص وسيئات، وستره سبحانه على عباده لا يقتصر على الدنيا فقط، بل يشمل الدنيا والآخرة،

والسِّتر: صفة ثابتة لله تعالى بالسُنة النبوية الصحيحة، فعن يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ رضي الله عنـه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عزَّ وجلَّ حليم، حييٌ سِتِّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر”

رواه النسائي رقم ٤٠٤

🌸 الإيثار

الايثار هو تفضيل الغير عن النفس وتقديم مصلحته على المصلحة الذاتية، وهو منزلة عظيمة من منازل العطاء. وعند تعليمه للاطفال ضروري ان يتعلم ان الايثار نوعان: الاول ايثار حب الله عز وجل وحبه على حب غيره، فهذا سيعلم الطفل مخافة الله عز وجل. والثاني الايثار المتعلق بالخلق مثل الإسراع في المعونة بالنفس والمال، لتفريج الهم، وتنفيس الكرب، ولو كان في ذلك إيثار على النفس.

قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}

الحشر ٩.

وممكن الاستعانه بقصة عائشة رضي الله عنها عندما طلب عمر الخطاب رضي الله عنه ان يدفن بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم وابو بكر رضي الله عنه فاثرت عمر رضي الله عنه على نفسها، لانها كانت تود ان تدفن هي بجانب زوجها عليه الصلاة والسلام وابيها رضي الله عنه.

🌸 العفة

العفة هي ترك الشهوات والبعد عن قبائح السلوك التي تدنس الشرف وتمس الكرامة.

إذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله”

أخرجه البخاري ١٤٦٩ ومسلم ١٠٥٣،

و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: “اللهم إني أسألك الْهُدَى والتُّقَى والعفاف والغنى”

رواه مسلم ٢٧٢١

وللعفة جانبين؛ الجانب المادي وهو الكف عن السؤال والاستغناء عما في ايدي الناس. والجانب المعنوي وهو الكف عن الحرام بانواعه.

🌸 الرفق

الرفق من خُلق حبيبنا عليه الصلاة والسلام وهو اللطف في المعاملة من قول وفعل، وهو ضد العنف. وممكن تعليم الاطفال الرفق بالمخطئ واللين معه، ومعاملته على أساس الرحمة والشفقة، حيث أمر الله تعالى الناس على الاجتماع على الرحمة، والرفق، واللين، والابتعاد عن الغضب والشدة، في قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}

آل عمران ١٥٩

🌸 الحِلم

الحلم من الخصال الحميدة والعظيمة في الإسلام، وهو ضبطُ النفس عند الغضب، وكفُّها عن مقابلة الإساءة بالإساءة، مع تحكيم المسلم دينَه وعقله عند إيذاء الآخرين له، و قدرته على ردِّ الإيذاء بمثله، والحليم اسمٌ من أسماء الله الحسنى. ولقد اصبح الحلم من الصفات الغائبة بين الناس حيث سيطر الغضب على الكثير من الناس، فاتمنى ان ننشىء جيل بعيد عن الغضب حليم في تعامله.

ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغضب الذى يخرج صاحبه عن حد الاعتدال فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: ( لا تغضب) فردد مرارًا قال ( لا تغضب) رواه البخاري رقم ٦١١٦

🌸 التواضع

يعتبر التواضع أحد أهم وأنبل الأخلاق الإسلامية، إذ يتمثّل بالاستسلام إلى الحق، ولذلك يدعو الدين الإسلامي الحنيف إلى التحلّي بهذا الخلق، والالتزام به في جميع المُمارسات والأحوال، حيث يكون هذا التواضع في الذات، والمشي، والحركة، والقول، والحديث، والمعاملة.

قال تعالى: {وعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} الفرقان ٦٣

وقال تعالى: {ولَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}

الإسراء ٣٧

🌸 الشجاعة

يقال ان الشجاعة من القلب، وهي ثبات القلب واستقراره عند المخاوف وهي تختلف عن القوة. الشجاعة من أبرز الميزات التي تغير حياة الإنسان إلى الأحسن، وتقوم فروع الشجاعة على القوة الداخلية التي يجب أن تكون في داخل كلّ شخص حتى يكون قادرًا على تحمّل المصائب برباطة جأش وثبات كبيرين، فالشجاعة هي معيار للثبات في وجه الأحداث.

ولا ننسى كاهل بان كلمة واحدة ممكن ان تبث شجاعة في الطفل وتضع قدمه على اول طريق الشجاعة وممكن لكلمة ان تجعل من الطفل جبان وتضع قدمه على اول طريق الجبن. ويكفي الجبان مذمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يتعوذ من هذه الصفة، فقد كان يدعوا عليه الصلاة والسلام: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبةالرجال”

رواه البخاري الرقم ٦٣٦٩

ممكن الرجوع لقصص علي بن ابي طالب لنعلم اطفالنا الشجاعة.

نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

في هذا النشاط ارفقت لكم صور للطباعة تحتوي على صفات الطفل المسلم، يمكن تدريب وتعليم الاطفال عن كلٍ منها. كما وانصح بتعليق صفات سيئة للطفل المسلم كي نقارن مع الاطفال بين الصفات ونعلمه كيفية الابتعاد عن الصفات السيئة.

بالتوفيق

هذا النشاط جزء من حملة نباتاً حسناً