في مدرسة أطفالي يتم التداور بين الصفوف لبيع بعض الطعام من إعداد الأمهات
مرة في الشهر، و تستخدم النقود التي تجمع من هذا اليوم لشراء أدوات للصف القائم على المبيعات.
وعندما يقام هذا اليوم تقوم بعض الأمهات في المساعدة في الإعداد و التنظيم و التنظيف.
كنت ذاهبة لأطمئن على الأطفال في هذا اليوم، وعندما دخلت القاعة المخصصة للمبيعات (( المقصف )) واجهتني أحدى المعلمات في المدرسة
وقالت لي ” إبنك اليوم أبكاني!”
فشعرتُ بقبضةٍ في صدري وقلتُ في ذهني
” الله يستر ماذا فعل !؟”
فسألت المعلمة ” ماذا فعل؟”
قالت لي ” اليوم كنت جالسة لتناول الطعام و أستمع إلى الطلاب من حولي، عن ماذا يتحدثون، و بعد ١٠ دقائق تقريباً حضر طفلك ووضع غذائة على الطاولة ثم نظر إلى جميع الطلاب الجالسين معي على نفس الطاولة و قال” من منكم لم يشتري أي شيء ؟ و ركز نظراته على أحد الطلاب إسمه أحمد وقال له ” أحمد! لماذا لم تشتري أي طعام ؟! قم ! قم تعال معي انا سأشتري لك الطعام ! أنا معي نقود كافية لي ولك ! ، و نظر إلى طالب آخر إسمه فريد وقال له ” فريد قم معي أنت أيضاً ! و أخذ طفلك أحمد و فريد معه و ذهب يشتري لهم الطعام !!!
نظرت إلى طعامي لمدة من الوقت و شعرت بدموع تنهمر من عيني وقلت في نفسي ” هل يعقل ما حدث؟!؟!
هل يعقل إن طفل عمره سبع سنوات قبل أن يجلس ليأكل طعامه تفقد زملائه و إعتنى بهم قبل أن يتناول أي من طعامه؟!
وأنا ! أنا المعلمة التي يفترض بها أن تعتني بهؤلاء الطلاب جلست اكل طعامي ولم أفكر مرة واحده في تفقد الطلاب ؟!
من أكل ؟ من إشترى ؟ من ينظر إلى باقي الطلاب و يشتهي أي من طعامه؟!؟!
فجأة شعرت بأحد الطلاب يمسك يدي و يسألني “لماذا أبكي ؟!”
قلت له ” أشعر بألم “
وفعلاً لقد كنت أشعر في ألم في صدري ولا أعلم كيف أتخلص منه ! يا الله كم إستحقرت نفسي !
بعد فترة من الزمن رجع طفلك مع أحمد و فريد
وجلسوا يتناولو الطعام ويتحدثوا عن أمور مختلفة وكأن شيءٌ لم يحدث !
كان يوماً محفوفاً بالدورس الكبيرة لي و للأطفال
حب العطاء – الكرم – الإنتباه – المشاركة – حب الأخرين.

نظرت إليها و إبتسمت فلقد تحولت غصة قلبي إلى فرحة!

كم هو جميل ان يقوم طفل واحد بمشاركة هذه الأمور كلها من خلال حركة بسيطة تُشعر الطلاب جميعاً بأنهم عائله واحده

من هنا زاد حبي و إعجابي و تقديري لولدي الصغير ذو السبع سنوات وتألق في عيني أكثر من ذي قبل.

إحساس رائع جداً
أتمنى لكل أم ان تشعر به مع أولادها لأي لفتة إحسان صغيرة منه

أختي إزرعي حب الصدقات في قلب طفلك فإن للصدقات أثر رهيب في بناء شخصية طفلك !