تكلّمنا في نشاطٍ حصالة الحسنات كيف يمكن للمسلم أن يكسب الحسنات ويجمعها في الحصّالة، وسنذكر في هذا النّشاط الأعمال التّي تُذْهب هذه الحسنات، سلوكيات وأخطاء على شكل لصوص تسرق الحسنات التي تعبنا من أجل تحصيلها.

منها ما يلي:-

🌸عقوق الوالدين

الإساءة إلى الوالدين وعصيانهما والتّمرد عليهما، وتقليل الاحترام معهما وعدم تقديرهما ، هو سبب في سخط الله. كما قال ﷺ: ” (رضا الله في رضا الوالدينِ، وسخط الله في سخط الوالدين )

أخرجه الترمذي 1899

وإذا سخط الله عليك لم يقبل منك أي عمل آخر ولو كان صالحا. لذلك على الأبناء الاِنتباه لهذا الأمر، والإحسان للوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله.

🌸 أذية الجار

من السلوكيّات التي نبذها الإسلام هي إلحاق الأذى بالنّاس وخاصّة بالجار،

فقد أوصانا رسول الله كثيرا بالإحسان إلى الجيران وعدم إذايتهم.

قال صلى الله عليه وسلّم :” لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ” صحيح مسلم 46/. – بوائقه يعني شروره -، يعني أنّ الجار دائما في خوف من جاره يخاف من كلامه وأذيّته. فهذا لا يدخل الجنّة مهما قدّم من أعمال صالحة، فإنّ أذاه لجاره يبطل له تلك الأعمال.

🌸 السبّ والشّتم والضرب

فالذي يسب ويشتم ويضرب أخاه المسلم ويسرق ماله، فهذا يأخذ الله منه حسناته ويعطيها للذي سبّه وآذاه … كما في الحديث الصّحيح:

حيث سأل رسول الله أصحابه يوماً وقال لهم: ” أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المفلس من أمَّتي، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمَّ طرح في النَّار”.

صحيح مسلم 2581

🌸 أكل المال الحرام

وكذلك من اكل المال الحرام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث سأل أصحابه يوماً وقال لهم: “أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المفلس من أمَّتي، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمَّ طرح في النَّار”.

صحيح مسلم 2581

🌸 الغيبة والنّميمة

أيضا الذي يغتاب النّاس وينقل أخبارهم ليفتن بينهم ، فهذا تذهب حسناته كلّما تكلّم في النّاس تذهب حسناته إليهم.كما في الحديث السّابق.

🌸 الشرك بالله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :” أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ – ثَلَاثًا – ؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.

فالإشراك بالله ، أي عبادة معبود غير الله يبطل كلّ الأعمال ، وكذلك الذي يذهب إلى العرّافين والسّحرة ويصدقهم، فهذا يعتبر شرك بالله، يجعل كل أعماله الحسنة الأخرى تذهب هباءً.

🌸 شهادة الزور

وكذلك شهادة الزّور هذه تعتبر من الذنوب الكبيرة التي تغضب الله، وقد بيّن رسول الله ﷺ خطورتها عندما كان متكئاً ثم جلس وصار يكرّر وشهادة الزور وشهادة الزور….

فشهادة الزّور ذنب كبير يأخذ لك كلّ الحسنات التي جمعتها، وهو سلوك بشعٌ يؤدي إلى ظلم النّاس والافتراء عليهم.

🌸 المنّ والأذى

قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى﴾ سورة البقرة 264.

فالمن هو أن تمنّ على الشخص الذي تصدقت عليه مثلا: تقول له : هل تذكر أنا أعطيتك كذا وساعدتك في كذا ولم يكن لديك شيء وأنا أعطيتك وأنا وأنا..، وأمّا الأذى فيؤذيه مثلا ًبكلمة أو يجرحه أمام النّاس وينقص منه بسبب الصّدقة.

فالذي يفعل هذا لا تقبل منه تلك الصّدقات ،يبطلها الله، لأنه يؤذي بها عباده.

🌸 الرّياء

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ ” . قَالُوا : يَا رَسُوَلَ اللَّهِ وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ ؟ قَالَ : ” الرِّيَاءُ.

صحيح الجامع / الألباني1555.

والرّياء أن يقوم المسلم بأي عمل خير أو عمل حسن ولكن من أجل أن يراه النّاس، ومن أجل أن يعجب به فلان وفلان،وإذا لم يتلقّ مدحاً فإنّه يغضب.. فهذا العمل حتى وإن كان صالحا يذهب ولا يبقى، لأنّ الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم.

🌸 انتهاك حرمات الله

أي فعل ما حرّمه الله.

قال ﷺ : “لأعلمن رجالا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات كأمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباءً منثوراً، قالوا: يا رسول الله! صفهم لنا، جلهم لنا، لئلا نكون منهم ونحن لا ندري، قال: أما إنهم منكم يصلون كما تصلون، ويأخذون من الليل كما تأخذون، إلا أنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»

صحيح ابن ماجة 3442.

فهؤلاء الصّنف من النّاس يعملون أعمال حسنة كالجبال ولكنّ الله يجعلها هباء منثورا كلها، لا يقبلها منهم، لأنهم كانوا يظهرون الصّلاح أمام النّاس ، وإذا خلوا بأنفسهم فعلوا كل المعاصي والكبائر ، فالمسلم عليه أن يثبت على دينه وحده أو مع النّاس ، ويجاهد نفسه ألا يضعف أمام الفتن الموجودة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، كي يحافظ على حسناته ولا تذهب منه.

نسأل الله أن يرزقنا الأعمال الحسنة والأخلاق الحسنة ويرزقنا رضاه والجنة.

هذا النشاط جزء من حملة نباتاً حسناً