أركان الإيمان ستة ولا يصح الإيمان بدونها ، والواجب على الإنسان أن يؤمن بها كلها مجتمعة ، وقد جمعها الله في آية واحدة كريمة من آيات القرآن الكريم فقال سبحانه:

(ٱمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)

البقرة 285.

وهنا أخبرنا ربنا سبحانه أنهم خمسة وزادهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة.

وهناك حديث مشهور جمع بين جبريل عليه السلام، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حينما دخل جبريل على الرسول وبعض الصحابة في صفة إنسان، ليسأله جبريل عن ماهو الإيمان فقال له صلى الله عليه وسلم:

(أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره)

رواه مسلم .

والإيمان عموما هو التصديق بالله مع طمأنينة القلب والوثوق التامّ به تعالى، وهو اتفاق القلب واللسان والجوارح أيضاً، أمّا أركان الإيمان في الدين الإسلاميّ هي الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وهي أركان باطنة محلّها القلب، بعكس أركان الإسلام التي تقوم بها الجوارح. وفيما يلي سنشرح كل ركن من أركان الإيمان.

١. الإيمان بالله تعالى:

يعني التصديق التام بوجود الله تعالى، وبأنّه ربّ كلّ شيء ومالكه، وأنّه وحده الخالق المدبّر، وأنّه يستحق وحده العبادة، فهو سبحانه متّصفٌ وحده بالكمال، ومنزّه عن كلّ نقص، وبهذا يشمل هذا الركن الإيمان بوجوده سبحانه وذلك لاستحالة وجود خلق بلا خالق، أو حادث بلا محدث، ولاستحالة وجود كون بهذا النظام البديع الدقيق والتناسق المتآلف صدفةً.

٢. الإيمان بالملائكة:

والملائكة غيب ولم نرهم ولكن الأنبياء يرونهم، وإذا تجسدوا كما في حديث جبريل يراهم الناس ولا يعرفونهم إلا بإرشاد وتعليم من النبي صلى الله عليه وسلم.

للملائكة وظائف يؤدونها كما امرهم الله عز وجل، فمنهم من خُلِق للعبادة فقط، ومنهم من يُكلف بأعمال في حياة الإنسان كملك الموت، وإسرافيل نافخ الصور، وميكائيل المكلف بتوزيع الأرزاق، وجبريل أمين الوحي إلى الأنبياء، ومالك خازن النار، ورضوان خازن الجنة، وملائكة تحمل العرش، وملائكة معقبات يتعاقبون في بني آدم ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ليتسلم بعضهم من بعض، وغيرهم الكثير والكثير مما ذكروا في القرآن الكريم.

فلا يوجد في السماء موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك يتعبد لله، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله..)

رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

والإيمان بالملائكة واجب ومن أنكر الإيمان بهم أو بواحد منهم لم يُقبل منه هذا الإيمان.

٣. الإيمان بالكتب السماوية:

ومعنى هذا الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله. ومن هذه الكتب ما وردت أسماؤها في القرآن، ومنها ما لم يُسمَّ .

ونذكر فيما يلي الكتب التي وردت أسماؤها في القرآن:

فأمّا الكُتب السماويّة المعروفة عددها خمسة وقد ذُكِرت في القرآن الكريم، وهي:

القرآن الكريم الذي أُنزِل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم

التوراة التي أُنزِلت على موسى عليه السلام

الإنجيل الذي أُنزِل على عيسى -عليه السلام

الزبور الذي أنزل على داود عليه السلام

وصُحف إبراهيم عليه السلام.

٤. الإيمان بالرسل :

هو الاعتقاد الجازم بأن الله أرسل لعباده رسلاً ليخرجهم من الظلمات إلى النور.

يجب الإيمان بأن الله وحده يعلم عددهم وأنه أرسل رسلاً لا نعرفهم فنؤمن بهم إجمالاً ونؤمن بمن سمّى لنا على وجه التفصيل وهم خمسة وعشرون ذكرهم في كتابه الكريم ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم وخاتمهم وأن لا نبي بعده وأن رسالته عامة للثقلين و يجب علينا أن نقدم محبته على الوالد والولد والنفس كما جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)

رواه البخاري ومسلم .

٥. الإيمان باليوم الٱخر :

ركن أساسي كما جاء في الحديث السابق، ومعناه التصديق الجازم بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم.

الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان التي أشارت إليها النصوص الشرعيّة من الكتاب والسنّة، ويكون الإيمان به من خلال التصديق المطلق أنّه آتٍ لا محالة، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة:

{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}

البقرة 177 .

كل ذلك لأن الإيمان باليوم الآخر نتيجة لازمة للإيمان بالله وعدله سبحانه وتعالى، وتوضيح ذلك:

أن الله لا يقر الظلم ولا يدع الظالم بغير عقاب, ولا المظلوم بغير إنصاف, ولا يترك المحسن بغير ثواب وجزاء، ويعطي كل ذي حق حقه، ونحن نرى في الحياة الدنيا من يعيش ظالماً ويموت ظالماً ولم يعاقب, ومن يعيش مظلوماً ويموت مظلوماً ولم يأخذ حقه, فما معنى هذا والله لا يقبل الظلم؟

معناه أنه لا بد من حياة أخرى غير هذه الحياة التي نعيشها, لا بد من ميعاد آخر يكافأ فيه المحسن ويعاقب فيه المسيء ويأخذ كل ذي حق حقه.

٦. الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر هو التصديق بعلم الله في الأمور التي ستحدث في أوقات معلومة عنده سبحانه، والإيمان بمشيئته في وقوعها، وخلقه لها، ويشمل ما يلي:

الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء والإيمان بأنّ ما يجري في هذا الكون بمشيئة الله وحده، ولا شيء يخرج عن إرادته.

وكذلك الإيمان بأنّ الله كتب قدر جميع الخلق في اللوح المحفوظ والإيمان بأنّ أفعال الله عدل ورحمة .

ولكن ما هي علامات الإيمان: المسلم المدرك لما هو وارد في إسلامنا، ومؤمن بما ذكر أعلاه، تظهر عليه علامات:

١. فهم اسماء الله الحسنى في القرآن والسنة.

٢. تدبر آيات القرآن الكريم.

٣. حب الرسول سيدنا محمد، خاتم الأنبياء، وشفيعة الأمة، صلى الله عليه وسلم ودراسة سيرته.

٤. التفكر في خلق الله عز وجل.

٥. حب المؤمنين.

٦. حب المسلم الأخيه المسلم.

٧. إحترام الجار، وإكرام الضيف، قول الخير وغير ذلك..

وقد سبق وعرضت انشطة ممكن الاستعانه بها لتعليم الاطفال مثل نشاط الاحسان، ونشاط أركان الاسلام، ونشاط حبيبي يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ونشاط شجرة الانبياء، ونشاط نظارة التفكر ومقالة من هو الله عز وجل؟. .. (الانشطة كلها معروضه على موقعنا)

اما في النشاط الخاص باركان الايمان فقد اخترت وضع اركان الايمان على قلوب صغيرة وصلتها بقلب كبير ليكون قلب الطفل، وقد اخترت القلب لانه المكان الرئيسي لاركان الايمان.

🤲 اللهم اجعل يقيننا بك يقين من كل شر، وإيمانً بك يهدينا إلى كل خير، ورجاء فيك يحفظنا من كل ضر.

حملة نباتاً حسناً